اعجبني المحتوى

السبت، مارس 29، 2014

وللموت بعد اخر

الوفاة من احلك مواقف الحياة
حينها يجعلنا الحزن نطوق الي لمسة انسان الي ضمة ولو كاذبة من قريب او حبيب او صديق
تشعرنا بالامان وتحسر الحزن الي زاويته المعروفه بالقلب
وحين لا نجد فيمن حولنا تلك اللمسة والاهتمام
يتحول الحزن الي ثورة تجمع كل قوتنا
وترينا مالم نكن نراه او كنا نغض البصر عنه لنستمر
حينها فقط يتحول الضعف الي قوة وينكشف الحجاب ويذهب الصبر الي غير عودة
ونبدأ بالانسحاب  لداخل انفسنا ثم الرحيل بل والاستغناء ونفاجئ دنيانا بنا مرة اخري
كمن يغزل ويغزل ويغزل واهما ان غزله سيثمر غطاء يدفئه ويحمه من الصقيع ويأمنه الشتاء
ومع اول نسمات خريفية يكتشف ان غزله  وهم مهان من عابث مستهتر حوله قطع وعقد متناثرة متسخة لا تصلح
فكلما غزل جاء الفأر الشقي الجحود وهلهل غزله مستهينا به حينها رغم ضعفه وحزنه تأبي يداه الزحف كي تلملم الغزل بل ويأبي عقله ان يغزل  وتابي كرامته ان ينحني ويبزل من جديد ولازال الفأر بالوجود
فيرمي البقايا الباقية ويحمل مغزله ويرحل باحثا عن صوف افضل
ومكان بلا فئران ليغزل بمأمن من المستهترين الضعفاء
غير عابئ بالرياح ولا مهتما بما سيواجه من صقيع
بل ويتحدي  بضعفه الشتاء ويخرج كل طاقته المخزونه ليدفئ بنفسه نفسه
فلا حاجة له الي ان يحاول غزل الصوف العفن مرة اخري
،، الموت اشد ما نواجه
ونعلم به من يستحق التواجد ومن عليه ان يلغي بخط رفيع من قلم مجرد جرة قلم
هكذا كان للموت مكان وبعد اخر غير الرحيل
Walaa Elghobashy 

هناك تعليقان (2):

  1. أعي جيدا ان الوفاة تعني الوفاه بكل ما تحمله الكلمة من معاني ولكنها اختيارية ، كأنه بيات شتوي أبدي ، كل شي هنا نابض ، وتواق لعون بشري يحاصر به مدينة الحزن داخله

    وأي ايضا الحزن والضعف والصبر والقوة والانسحاب وخذلان من ننتظر منهم العون والاستغناء وكل المفردات التي جاءت في مستهل النص لا تقنع بحالة الوفاه ولو كانت اختيارية ولكنها تبرهن علي التعاطي والتفاعل مع الحياة وبقوة ، وضحها لنا المعني الانفجاري ( ونفاجئ دنيانا بنا مرة اخري ) اذن لم يكن موتا ، بل كان منتهي الحياه

    ومن هنا بدأ التحدي للشتاء والجحود والانحناء والاستهانة والصقيع والرياح وبدت الرغبة كاملة في مواجهة الحزن - وليس محاصرته فقط - برغم ظروف الطبيعة الغير مواتيه ، لاننا - اخيرا - ادركنا ان لدينا طاقة مخزونة

    ما كل هذه المفردات !!!

    كيف جمعت الكاتبة كل المعاني هذه في نص قصير ، لتخبرنا كيف يجب ان تستمر الحياه ، بوصفة عبقرية رغم انها غلفتها بالموت .

    لن ينطلي علينا الشرك المخبوء في العنوان ، فالموت - ولو كان انزواءا وسكونا - لن يخبرنا من يستحق التواجد ، بل ستخبرنا الحياه ، ولا يجب ان تتحكم جرة قلم في مصير من يملك داخله المداد .

    اسعدني جدا النص لانه يعطي دافعا للتحدي طالما كان فينا نبض

    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. دائما ما تبحر في اعالي البحار وترا ما وراء الافق وتربط كل حرف بغزله المناسب
      لم يسعدني هذا وحسب بل شرفني ان رأيت ما عنيته وعانيته بين سطور البوست
      وان يستخلص الامل من بين طيات الياس هو ما لم اتوقع ان يصل بهذه السهولة التي اوضحتها وكانك عاصرت ارادتي وهي تلملم من بقايا الامل كي اتغلب علي ياس القرار ...
      وانا معك ان الموت لا يقرر وهي الحياة.. وهذا ما اردته فالموت موقف في الحياة اخبرني شخصيا من يستحق التواجد ..
      اما جرة القلم فاستخدمتها لبساطتها وسهولتها في العام والصعوبة فيها ان خٌصت بانهاء اليأس فكان تتويج لها ومنح منتهي الاهمية
      اتمني دوام تواصلك ومرورك بصفحاتي
      تحياتي

      حذف

زروني كل بوست مرة حرام تنسوني بالمرة ...